منقذ العالم، حكاية أغلى لوحة في التاريخ

لوحة «منقذ العالم-سلفاتور موندي-Salvatore Mundi» المكتشفة حديثًا لأعظم فناني عصر النهضة «ليوناردو دافنشي-Leonardo da Vinci» أصبحت أغلى لوحة في التاريخ.

Leonardo_da_Vinci_or_Boltraffio_(attrib)_Salvator_Mundi_circa_1500

بعد 19 دقيقة من التنافس بين خمسة من المزايدين في 《كريستيز -Christie’s》؛ إحدى أشهر وأعرق دور المزادات في العالم- بيعت اللوحة مقابل 450.3 مليون دولار ، مما أدى إلى تحطيم الرقم القياسي السابق لبيع أي عمل فني في مزاد علني، المركز الذي شغلته لوحة «نساء الجزائر-Les Femmes d’Alger» ل «بيكاسو- Picasso» منذ مايو 2015، والتي بلغت قيمتها 179.4 مليون دولار.

اللوحة التي تصور السيد المسيح يرتدي ثياب عصر النهضة، ويرفع يده اليمنى وأصابعه متقاطعة كأنه يؤدي الصلاة، بينما يحمل كرة بلورية في يده اليسرى، رسمت ل«لويس الثاني عشر- Louis XII» ملك فرنسا ورفيقته «آن من بريتاني-Anne of Brittany»ويظن المؤرخين أنه تم التكليف بها بعد فترة وجيزة من غزو ميلان وجنوى حوالي عام 1500.

ورغم أن سوق الأعمال الفنية لم يعد يرحب بأعمال الأساتذة القدامى إلا أن كونها آخر لوحات دافنشي التي مازالت ضمن المجموعات الخاصة لأفراد وليس متاحف جعلها مرغوب فيها بشدة رغم حالتها المتدهورة والشك حول أصالتها. كانت دار المزادات «كريستيز-Christie’s» قد أقامت حملة دعائية غير مسبوقة في عالم الفن؛ فهي المرة الأولى التي تعين فيها دار مزاد وكالة إعلانات خارجية للإعلان عن عمل فني واحد!

كما أصدرت كريستيز فيديو يتضمن مديرها التنفيذي وهو يعرض اللوحة لمشتر آسيوي قائلا «هذا هو الكأس المقدس في عالم الفن» ويشبهها «بـ اكتشاف كوكب جديد». ودعت كريستيز اللوحة «آخر عمل لدافنشي» يقصدون أنها آخر لوحة معروفة لسيد عصر النهضة لا تزال في مجموعة خاصة «باقي أعمال دافنشي ال15 تقع في متاحف متعددة حول العالم»، وقال عنها «نيكولاس هول-Nicholas Hall» المدير السابق لـ كريستيز «هذه هي أهم لوحة تم بيعها في مزاد في عصرنا»

 أْعلان كريستيز عن اللوحة قبل بيعها

موضوع اللوحة أيقوني وتم تصويرة مرارًا؛ السيد المسيح رافعًا يده اليمنى مصليًا ويده اليسرى تمسك بكرة يعلوها الصليب تسمى «كرة الصليب-globus cruciger» وتمثل الأرض، ويعطي التركيب كاملاً أحساس بالحياة الأخرة أو يوم القيامة.

صور هذا الموضوع سابقًا من قبل العديد من الفنانين الشماليين مثل جان فان إيك وهانس ميملينج وألبرخت دورر. هناك أيضًا العديد من النسخ المنسوبة إلى العظيم تيتيان، ولا سيما النسخة الموجودة في متحف الإرميتاج.

لاحقا امتلكها «تشارلز الأول-Charles I» ملك إنجلترا وسجلت في مجموعته الفنية عام 1649، ثم اشتراها ابن دوق باكنغهام عام 1763، بعدها ظهرت اللوحة مرة أخرى عام 1900 عندما تم شراؤها من قبل جامع لوحات بريطاني يسمى «فرانسيس كوك-Francis Cook» فيكونت مونتسيرات. وقد تضررت اللوحة من محاولات الترميم السابقة وأصبحت أصالتها محل شك من ثم باع أحفاد كوك اللوحة في مزاد علني عام 1958 مقابل 45 جنيه استرليني فقط لاغير!

عام 2005 حصل «روبرت سيمون-Robert Simon» -خبير اللوحات القديمة وعصر النهضة- على اللوحة مع بعض تجار الفن الآخرون مقابل عشر الاف دولار فقط بعد أن وصفوها بأنها تالفة من كثرة الترميم «حطام ومظلمة وقاتمة»

ثم تم بيعها لتاجر فنون سويسري يسمى «إيف بوفير-Yves Bouvier» مقابل 80 مليون دولار، ثم باعها بدوره عام 2013 إلى جامع اللوحات الملياردير الروسي «ديمتري ريبولوفليف- Dmitry Rybolovlev» بمبلغ 127.5 مليون دولار أمريكي، كان هذا حتى باعتها عائلة ديمتري ريبولوفليف في نوفمبر 2017 لمشتري مجهول عبر دار مزادات كريستيز مقابل 400 مليون دولار بالإضافة إلى 50.3 مليون مصاريف بيع.

وتعرض اللوحة الأن في متحف «لوفر، أبو ظبي-louver Abu dhabi» لكننا لا نعرف تحديد ما إذا كان المتحف قد اشترى اللوحة في المزاد الذي عقد في نيويورك أم أن شخص آخر اشتراها ووافق على عرضها لديهم.

متحف لوفر أبوظبي كان قد افتتح في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاحه بعد أن تجاوزت تكلفة إنشائه مليار دولار واستغرق البناء 10 سنوات، وهو يضم نحو 600 عمل فني دائم العرض، بالإضافة إلى 300 عمل إعارتهم فرنسا للمتحف بشكل مؤقت.

أعلنت صحيفة نيويورك تايمز بعد ذلك أن المالك الجديد ل سالفاتور موندي هو الأمير السعودي بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، وليس معروف عن الأمير أنه جامع للوحات الفنية سابقا لكن تقرير التايمز قال أن مصادر ثروته غير معروفة علنا، لكنه قريب من ولي العهد محمد بن سلمان الذي قام بالتأكد من مصادر دخلة في موجة مكافحة الفساد التي تمت في المملكة العام الماضي.

إسم العمل: «منقذ العالم-سلفاتور موندي»
الفنان: «ليوناردو دافنشي- Leonardo da Vinci»
المدرسة: «النهضة العليا-High Renaissance»
الخامة: الوان زيت، الابعاد: 66×45 سم، عام: 1490

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *