مَولد الجمال، فينوس وأفروديت وأيزيس

«فينوس-Venus» ربة الحب والجمال أبنة البحر والسماء، ومثيلة «أفروديت Aphrodite» اليونانية و «أيزيس-Isis» المصرية، ولدت من زبد البحر على شواطئ قبرص بعد مقتل ابيها «كايليس- Caelus» أله السماء علي يد ابنه «ساترن/زحل- Saturn» ورمي جثمانه في البحر، فأنبت أجتماع البحر والسماء الحب والرقة بدلاً من العنف و الغضب.

تقول الأسطورة اليونانية أنها جائت إلى الحياة كأمرأة كاملة النمو رائعة الجمال على أصداف البحر في موكب من الحوريات يقودهم «تريتون- Trenton» بن بوسيدون أله البحر، وحولهم الملائكة متنزلين من السماوات منبهرين بالحدث العظيم ومعجبين بجمالها الخلاب .

صور الفرنسي «ويليام أدولف بوجيرو» إلهة الحب تقف بأغراء فوق صدفة -رمزا للأعضاء التناسلية النسائية- يسحبها دولفين الى الشاطئ ويحيط بها العديد من المخلوقات الأسطورية الاخرى بما في ذلك سايكي، والحوريات، والقناطير، وكيوبيد ثم تريتون ينفخ في البوق ليعلن الميلاد العظيم

«دع ديانتي تكون في القلب فرحهُ،
فكل اعمال الحب والسرور هي طقوس عبادتي.
لذا، ليكن لديك جمال وصلابة،
وسلطة ورحمة وشرف وتواضع،
ومرح ومهابة في داخلك».- دورين فالينتي

يحيط بالمشهد المتفرجين والملائكة ينظرون برهبة وإعجاب إلى الربة المذهلة التي وصلت تواً إلى الحياة، استخدم الفنان ألوان وأضاءة طبيعية كأنه يصور حدث من الحياه اليومية وشخصيات بشرية، إلا انه استخدم حجم اللوحة الضخم-حوالي ثلاث امتار- و الضوء المنسدل من السماء لإعطاء المشهد البعد الملحمي.


الأميرة ماري جورجين

تقف فينوس أمامنا هادئة مسترخية غير عابئة بنظرات المعجبين لجسدها العاري الذي صور الفنان أنحنائته الانثوية برقة شديدة، مع رمي زراعيها في الهواء وتحرير شعرها المنسدل برفق حول الكتفين يتخلله الضوء السماوي فيزيده بريق وروعة.

ملهمة بورجيرو التي أستوحى منها ملامح فينوس لهذه اللوحة هي سمو الأميرة ماري جورجين التي قابلها مع حبيبها في باريس عام 1861 ، أستخدم الزوجان في لوحتين هما (Flora and Zephyr) و (The Abduction of Psyche)

جمع الفنان بين نقيضين؛《الواقعية التصويرية- photo-realism》 والقصص الأسطورية وهو شئ صعب على معظم الفنانين، ِالا أن بوجيرو عرف بتصويره شديد الدقة للجسد البشري، ولا سيما الجسد الأنثوي الذي غالبا ما قدمه بصيغة التبجيل، فمنح الحياة للعديد من الشخصيات الأسطورية والدينية كفينوس وفيرجيل والعذراء وشمشون  ليجعلنا نراهم كأنهم في صور فوتوغرافية لشخصيات حقيقية.

نسخة أخرى من نفس اللوحة بألوان مختلفة

بويجرو رسام واقعي الا أنه أتى في عصر الانطباعيين فنرى فجوة واسعة بين فنه وفن معاصرية؛ رينوار وسيزان على سبيل المثال، إلا أن أعماله تحمل خواص المدرسة الرومانسية من تمجيد المثالية وتصوير مشاهد من الملاحم و الأساطير، وميلاد فينوس أحدى أشهرالمشاهد التي الهمت العديد من الفنانين على مر العصور أشهرهم لوحة الفنان «ساندرو بوتتشيللي- Sandro Botticelli»  بنفس الاسم.

لوحة ميلاد فينوس بوتتشيللي

رسم بوجيورو ميلاد فينوس بتكليف من صالون باريس لكن تم شراؤها لاحقًا ليتم وضعها في متحف اللوكسمبورغ، كما فازت اللوحة بالجائزة الكبرى لروما وهي واحدة من أجمل لوحات الفنان الذي كان وناجحا وملهمة في وقته، وتعرض اللوحة بشكل دائم في متحف أورسيه في باريس في الوقت الحاضر.

أسم العمل: 《ميلاد فينوس- the birth of Venus》
الفنان: 《ويليام أدولف بوجيرو- William-Adolphe Bouguereau》
المدرسة :《الكلاسيكية الحديثه- Neoclassicism》
عام 1878 / ٣أمتار ×٢.١٨ متر / زيت علي توال

تعليق واحد على “مَولد الجمال، فينوس وأفروديت وأيزيس”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *