«أنتِ هادئة وساكنة، لا تقولي شئ أبداً. لكن هناك أشياء بداخلك. أراهم أحياناً مختبئين في عينيك».- تريسي شوفالييه، الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
«موناليزا الشمال، الهولندية» هو الأسم الذي يطلقهُ النقاد على تحفة «فيرمير-Vermeer» وأشهر أعماله، الفتاة الغامضة «ذات القرط:الحلق اللؤلؤي-Girl with a Pearl Earring» إسمها الأصلي هو «فتاة العمامة-Girl with a Turban» تم تغيير الإسم في النصف الثاني من القرن العشرين.
بالنظر إلى وضعها الأيقوني الحالي قد تكون مفاجأة لك أن تلك اللوحة قد تم الكشف عنها عام 1881 فقط بعد 200 سنة من الإهمال، فقد تم نسيان إسم فيرمير إلى حد كبير في تاريخ الفن، حتى أن بعض أعماله الرائعة بيعت في مجموعات فنية أوروبية هامة بعد نسبها إلى عدد من الرسامين الآخرين لزيادة قيمتها!.
يُعتقد أنها الابنة الكبرى لـ فيرمير؛ ماريا التي كانت تبلغ اثني عشر أو ثلاثة عشر عاما في وقت رسمها. لذا تظهر ملامحها في العديد من أعمال فيرمير ولكن التقنيات المختلفة التي استخدمها فيرمير-من إضاءة و زوايا وأوضاع الرسم- تجعل من الصعب مقارنة وجوه الأناث في لوحاته.
ونحن لا نعرف الكثير من المعلومات عن فيرمير ولوحاته. لكن اللوحة موقعة «أي. فيرمير-IVMeer» بلا تاريخ كما لا نعرف إذا كان تم تكليف الفنان برسم هذا البورتريه او انه مجرد دراسة لرسم الوجوه وليس أكثر.
لكن ما يجعل هذا العمل جذاب وآسر للقلوب أن الفتاة تنظر مباشرة في عيون المشاهد دون أن نعرف هل هي قادمة أم مغادرة، بعيناها الواسعتان البريئتان وفمها المفتوح قليلاً كأنك قد فاجأتها بالنداء أم أنها هي من تناديك؟، فلا تعرف ما قد لفت انتباهها، بالإضافة للغموض المحيط بشخصيتها، فلون الخلفية الأسود الخالي يزيدها غموض ويجعلها أكثر واقعية وثلاثية الأبعاد كأنها تقف أمامك لكنك لا تستطيع لمسها.
كما أن عناصر العمل الغريبة تزيدها جاذبية فلماذا ترتدي فتاة هولندية عمامة شرقية؟ وكيف امتلك فنان فقير مثل فيرمير حلق لؤلؤي بهذا الحجم؟ هل الحلق موجود فعلا ام مجرد وهم؟
أولًا: تدل العمامة على انفتاح هولندا على الثقافات المختلفة في هذا العصر وهو شئ مرغوب فيه من قبل مشتري اللوحات من الطبقة الوسطى والعليا فرسم فيرمير خرائط في باقي أعماله لذات السبب.
ثانيًا: ليس من الممكن أن يكون الحلق حقيقي، فحجم اللؤلؤة الكبير يدل على أنه مزيف وإن وجد قد يكون من زجاج ملون لا أكثر.
واخيرًا المفاجأة: الحلق غير موجود أصلاً، انظر لصورة مكبرة للعمل لتجد أن تلك مجرد بقعة لونية غير متصلة بأذن الفتاة! بل هي دليل على موهبة فيرمير الخارقة في الإيهام، فقد أقنعنا بوجود جوهرة تدل على الغنى والثروة من مجرد ضربتي فرشاة بلون مشرق في وسط العمل تمامًا، ليحبس انتباه المشاهد في وسط اللوحة لأطول وقت ممكن، ويخدعنا كل هذه السنوات.
ملحوظة: الفيلم الذي يناقش اللوحة بنفس الإسم بطولة الفنانة «سكارلت جوهنسون- Scarlett Johansson» مبني على رواية «Girl with a Pearl Earring» للكاتبة «Tracy Chevalier» وهي رواية مبنية على تاريخ الفترة وأعمال الفنان، لكنها خيالية تماما فيما يخص الحياة الشخصية للفنان وشخصية الفتاة.
إسم العمل: «الفتاة ذات القرط:الحلق اللؤلؤي-Girl with a Pearl Earring»
الفنان: «يوهانس فيرمير- Johannes Vermeer»
المدرسة: «الباروك- Baroque»
الخامة: زيت على توال
الأبعاد 44.50×39.00
عام: 1665
تم نشر المقال من قبل على صفحة @الأكاديمية بوست على فيسبوك.
مصادر:
ايه الجمال دا والتحليل والدقه فالتفاصيل تسلم ايديك