فان جوخ: نار عظيمة تشتعل بداخلي

واحد من كل عشرة أشخاصٍ يعانون من الاكتئاب يحاول الانتحار…
واحد من كل أربعة أشخاصٍ يحاولون الانتحار… ينجح.
يعتبر الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15و 29 عاما.
أي شخص يُظهر ميول انتحارية يجب أن يؤخذ على محمل الجد…

ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

في حين يشعر معظمنا بحزن عميق من آن لآخر وهو رد فعل طبيعي لصراعات الحياة، ولكن عندما تصبح هذه المشاعر دائمة أو تستمر لفترات طويلة أو يصاحبها أعراض جسدية.
عندها أرجوك… أطلب المساعدة أو أبحث عن علاج فحياتك ذات قيمة لاتقدر.

«هناك نارًا عظيمة تشتعل بداخلي، لكن لا أحد يتوقف لينعم بدفء الحريق، العابرون يرون الدخان فقط وينصرفون…»

1137px-Van_Gogh_-_Starry_Night_-_Google_Art_Project

متى رسم فان جوخ ليلة النجوم؟

كان فان جوخ في مصحة نفسية -أودع نفسه فيها بعد أن قطع جزء من أذنه- وفي قمة صراعه مع المرض النفسي الذي استمر أغلب حياته أطل من نافذة غرفته ورأى هذا المشهد، فأمسك بريشته ورسم تحفته الأسطورية الأشهَر «ليلة النجوم-The Starry Night» إحدى أكثر اللوحات الفنية انتشارًا وطباعة في تاريخ الفن.

يبدو أن حالته النفسية المتدهورة قد جعلته أقرب إلى الطبيعة فبالإضافة لكونها عمل فني رائع؛ اكتُشف حديثًآ أن ليلة النجوم تحمل أدلة مذهلة لفهم إحدى أغرب الظواهر البيئية التي عجز العلم عن وضع قواعد لها.

يقول الفيزيائي «فيرنر هايزنبرغ-Werner Heisenberg»: «عندما أقابل الله، سأطرح عليه سؤالين: لماذا النسبية؟ ولماذا «الجريان المضطرب-Turbulence» وأعتقد حقًا أنه سيجيب عن الاستفسار الأول».

Wake-Turbulence-1170x429

الضوء والحركة لدى المدرسة التأثيرية

أهتم فان جوخ و فناني المدرسة التأثيرية برصد تأثير الضوء وحركة الرياح ونقلهم إلى لوحاتهم، واعتمدوا في ذلك على قدرات العقل البشري على رصد وفهم الأشكال بطريقتين مختلفتين:

  • الجزء البدائي من «القشرة البصرية-visual cortex» يرى التباين الضوئي والحركة ولايرى الألوان؛ فإذا كان هناك لونين من نفس درجة السطوع متجاورين سيراهم كلون واحد!
  • لكن أقسام الرؤية الرئيسية في الدماغ ترى الألوان دون دمجها.

لذا فحين يرسم التأثيريون بضربات فرشاة صغيرة جدًا متقطعة ومتداخلة بألوان بعضها متباين وبعضها بنفس السطوع اللوني يرى الدماغ بالطريقتين معًا فتظهر الرياح والأضواء في اللوحة وكأنها تتحرك.

c_407338-l_1-k_crabnebula.png

علماء الفلك وليلة النجوم

عام 2004 رأى علماء تلسكوب الفضاء (هابل)، دوامات من سحب الغبار والغاز حول نجم بعيد، ذكرهم بلوحة فان جوخ (ليلة النجوم) مما دفع علماء آخرين من المكسيك وإسبانيا وإنجلترا لدراسة لوحات فان جوخ بالتفصيل فاكتشفوا أن هناك نمطًا متميزًا من هياكل الجريان المضطرب قريبة جدًا من المعادلة الرياضية التي ترصد هذه الظاهرة في الطبيعة في العديد من لوحات فان جوخ!

و بمزيد من الدراسة لاحظ العلماء أن هذه الدوامات تصبح أقرب إلى الصحة في اللوحات التي كان عقل فان جوخ شديد الاضطراب بها وتختفي تمامًا في اللوحات التي كان في حالة نفسية أفضل حين رسمها أو لوحات الفنانين التأثيرين الآخرين! وسط معاناته الأكثر ألمًا تمكن عقل فان جوخ المريض بطريقة ما من فهم إحدى أصعب الظواهر العلمية وأكثرها غموضًا والتي عجز العلماء عن حلها حتى يومنا هذا…

«ان المرض العقلي مرتبط بالتغيرات في بنية الدماغ، ووظائف وكمياء المخ، و له بالفعل أساس بيولوجي لكن البحث في هذه النقاط مازال مستمرًا»

صراع فان جوخ والمرض العقلي

لذا يمكن أن يفكر عقل المريض بطريقة مختلفة عن عقول الأصحاء وممكن يجد حلول للمشاكل بطريقة مبتكرة او غريبة عن عقول الاصحاء، فبينما كان فنسنت فان جوخ يرسم بعض أكثر اللوحات الفنية شهرة وتأثيراً على مر العصور كان يحارب مرضه العقلي المستمر بنوبات متكررة من الاكتئاب الشديد والشلل النفسي، وفقاً لبعض الروايات أعراض الاضطراب ثنائي القطب.

لذا يمكن أن يفكر عقل المريض بطريقة مختلفة عن عقول الأصحاء وممكن يجد حلول للمشاكل بطريقة مبتكرة او غريبة عن عقول الاصحاء، فبينما كان فنسنت فان جوخ يرسم بعض أكثر اللوحات الفنية شهرة وتأثيراً على مر العصور كان يحارب مرضه العقلي المستمر بنوبات متكررة من الاكتئاب الشديد والشلل النفسي، وفقاً لبعض الروايات أعراض الاضطراب ثنائي القطب.

«أنا غاضب جدا من نفسي لأنني لا أستطيع أن أفعل ما أريد فعله، وفي لحظات كهذه أشعر كما لو كنت مقيد اليدين والقدمين في قاع بئر مظلمةعميقة، وعاجز تماما».

انتحر فان جوخ عام 1890 عن عمر ٣٧ عامًا، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الاكتئاب هو المرض الأكثر شيوعًا في العالم والسبب الرئيسي للإعاقة، وتشير التقديرات إلى أن 350 مليون شخص يعانون من الاكتئاب على الصعيد العالمي، قد لاتحتمل الإنسانية خسارة كل تلك العقول العظيمة المميزة، فساعد من تستطيع، واطلب العون لمن ترى أنه يحتاجه فتلك حرب لا يستطيع أحد أن يكسبها وحيدًا.

اسم العمل: «ليلة النجوم-The Starry Night»
اسم الفنان: «فنسنت فان جوخ-Vincent van Gogh»
المدرسة: «ما بعد التأثيرية-Post-Impressionism»
زيت على توال /عام 1889
74*92 سم

إحصائيات منظمة الصحة العالمية عن الانتحار:

https://goo.gl/p1EiQD

علامات وبوادر منذرة بالرغبة في الانتحار:

https://goo.gl/nFdMkm

مساعدة صديق أو قريب يشعر بالرغبة في الانتحار:

https://goo.gl/YyyLNF

مصادر:

https://goo.gl/cuoE9G

https://goo.gl/dDAWMc


تعليق واحد على “فان جوخ: نار عظيمة تشتعل بداخلي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *